Monday, December 19, 2022

‎أول ثورة في تاريخ البشرية

أول ثورة في تاريخ البشرية 




منذ قيام الحضارة المصرية في وادي النيل منذ حوالي أكثر من خمسة آلاف عام ، و المصري القديمينظر إلي حاكم البلاد علي أنه من سلالة الآلهة . إن بناء الحضارة المصرية القديمة كان علي أساسبعض الأساطير و المعتقدات القديمة و التي كان من أشهرها بل و أهمها أسطورة إيزيس و أوزوريسو قد ذكرت الأسطورة ان إبن إيزيس و أوزوريس و الملقب بالإله حورس هو الحاكم الفعلي لبر مصرو من ثم فإن كل ملك أو فرعون تولي حكم مصر و جلس علي عرشها لم يكن إلا نائبا عن الإله حورسعلي الأرض و يحكم في ملكه ، فإذا مات تحول الملك إلي شهاب ينطلق إلي السماء لكي يندمج معالإله أوزوريس إله الموتي و الحاكم الفعلي للعالم السفلي و القاضي الذي يقوم بمحاكمة البشر عليأفعالهم علي الارض.


فكان المصري القديم ينظر دائماً للملك علي إنه من صلب الآلهه و كلماته هي القانون الذي يجب أنيسير عليه .


حتي يمكننا ان نفهم جيداً عظمة الحضارة المصرية القديمة يجب أن نكون علي دراية تامة بهذهالبداية و التي شكلت ضمير المصري القديم بل و إستمرت معه لمئات بل لآلاف السنين .


كانت بداية الحضارة تسير في خطي وئيدة و حثيثة و كان المصري يفعل كل ما في وسعه للوصولإلي دار الخلد و البقاء و الحياة الأبدية ، و من ثم  إيمانه بأن الملك هو الوسيط بينه و بين الآلهه فقدكان و لابد أن يتودد إليه بكل الطرق بل و يوفر له كل ما يحتاجه حتي يؤمن له رحلة الخلود الآمنة . 


و من أجل تأمين هذه الرحلة كان عليه أن يساعد الملك في بناء و تأمين سلامة جثمانه بعد الموت ممايشمل البراعة في عملية التحنيط للحفاظ عليه سليماً و كذلك بناء المقبرة الآمنة و التي سوف تحويمومياؤه حتي يمكن له الوصول إلي يوم الحساب و هو في احسن صورة .


حكم الملوك الفراعنة مصر بعد الوحدة بين شطري المملكة الشمالية و الجنوبية منذ حوالي ٣٠٠٠ سنةقبل ميلاد السيد المسيح ، و تأسست علي أيديهم حضارة من أعظم حضارات البشرية . 


إستمر الحال علي هذا المنوال لمدة تقارب ٧٠٠ سنة و هي الفترة المعروفة عند علماء المصريات بالدولةالقديمة ، و التي تنتهي بنهاية الأسرة السادسة !


و هنا يكمن السؤال ! كيف إنتهت هذه الدولة و كيف إنهارت هذه الحضارة العظيمة بنهاية الاسرةالسادسة ؟


الجواب ببساطة هو فساد الحاكم .. فقد تولي عرش مصر أحد ملوك الأسرة السادسة بعد وفاة أبيه وكان مايزال طفلاً في الرابعة من العمر ، كان هذا الملك الطفل يلقب بالملك بيبي الثاني و قد حكممصر لمدة تقارب المئة عام ، كانت هذه الفترة كفيلة بتحويل الدولة القوية الفتية إلي مجموعة منالأقاليم التي يتحكم فيها حكامها و الذي قام كل واحد منهم ببناء جيش خاص به . حتي أن الفرعونكان يطلب منهم بل ربما يرجوهم أن يبعثوا بجنودهم للإنضمام لجيش الفرعون لدحر خطر قادم يهددسلامة و وحدة البلاد .


إستشري الفساد و المحسوبية و إنتشر الظلم و عم و ساد ، و من ثم ضج الشعب و بدأت بوادر الثورةلتصحيح أوضاع مغلوطة أثرت سلباً علي حياتهم البسيطة .


بدأ الإنسان المصري البسيط يدرك أن الرجل الجالس علي عرش مصر لا يمت بصلة للألهه بل هوأضعف أن يكون حتي ملكاً من سلالة البشر.


قام الشعب المصري بثورة عارمة يقودها العامة من الشعب و كانت ثورة طبقية يقوم بها فقراء الشعبالمطحون علي كل من يتصل بصلة حتي و لو قريبة للملك او للحكام و الأثرياء .. كانت الثورة بمنطقاليوم هي ما يمكن تسميته بثورة الجياع .


تم إغتيال الملك ، و هذا ما يمكن إعتباره نهاية فكرة الملك الإله .


إنقلبت الأوضاع رأساً علي عقب و سادت الفوضي البلاد و إنتشر القتل و السلب و النهب و دخلتمصر في عصر مظلم يطلق عليه علماء التاريخ " عصر الاضمحلال الأول " و لكنه و علي كل ما بهمن مساؤى إلا أنه كان بداية للتصحيح في مسار التاريخ المصري القديم .. و للحديث بقية 

No comments:

Post a Comment