Monday, December 19, 2022

شجر الدر… إمرأة حافظت علي عرش مصر ١

 شجر الدر ... إمرأة حافظت علي عرش مصر



الملكة شجر الدر و التي يعرفها معظم الناس بالإسم الخاطئ أو شجرة الدر ، هي زوجة 

السلطان الصالح نجم الدين أيوب . و هو آخر سلاطين الدولة الأيوبية و حفيد الناصر صلاح الدين الأيوبي.


كانت شجر الدر من محظيات و جواري السلطان ، لم تكن مصرية و لكن كانت من ضمن

 آلاف المماليك الذين تم شرائهم من آسيا الوسطي بواسطة سلاطين الدولة الأيوبية .


كان حكام مصر من الأيوبيين و الذين كانوا بدورهم ليسوا مصريين ، حيث قدموا إلي مصر من الشام رغم أن أصولهم ترجع إلي دولة كردستان ، كان هؤلاء الحكام يميلون إلي شراء 

الجواري و العبيد منمختلف البلاد و علي الأخص من مناطق آسيا الوسطي لعدة أسباب ؛ 

بالنسبة للصبيان فهم يتمتعونببنية قوية و مهارة قتالية عالية تمكنهم من متابعة التدريبات 

العسكرية و تؤهلهم لكي يصبحوا جنوداًأشداء في جيش السلطان بما لهم من شجاعة و إقدام 

إلي جانب البنية الجسدية القوية . أما البناتفكن يمتزن بجمال باهر و حسن طاغ و أنوثة أخاذة فكن محظيات محببات إلي قلوب السلاطين .


شغف قلب السلطان الصالح بحب الجارية شجر الدر و من ثم فقد تزوجها و رفعها إلي 

جواره علي عرش مصرلم يكن للسلطان أبناء من شجر الدر سوي إبن واحد كان إسمه 

الخليل و قد مات صغيراً، في حين كان ولي عهده توران شاه من زوجة سابقة . و كان

 توران شاه هو ولي عهد السلطان والذي سوف يتولي الحكم من بعد والده .


خرج الجيش بقيادة السلطان الصالح لمحاربة الصليبيين في موقعة من أشهر مواقع التاريخ 

المصري و هي موقعة المنصورة أو ما يسمي بالحملة الصليبية التاسعة . و كان الصالح نجم الدين مريضاً مرضاً شديداً رغم صغر سنه و قد مات السلطان في أثناء الحرب .


كان موت السلطان أو الملك في أثناء الحروب من أقوي أسباب هزيمة الجيوش في هذا 

الوقت ، حيثيفقد الجنود الحماس و الدافع للقتال كما ينتج عنه تشرذمهم و ضعفهم . و لقد 

فطنت شجر الدر لهذه الحقيقة فقامت بإخفاء خبر وفاة السلطان عن الجميع و نقلت جثمانه 

سراً إلي قلعة الروضة مقرالحكم في القاهرة . ثم بعثت إلي ولي العهد الأمير توران شاة لكي يعود إلي القاهرة ليتسلم مقاليدالحكم كما بعثت بأحد قادة المماليك فارس الدين أقطاي لكي 

يتولي قيادة الجيش بعد عودة ولي العهد لعاصمة السلطنة . 


إن حكمة الملكة شجر الدر قد أنقذت مصر من التمزق و ساعدت علي الحفاظ علي كيان

 الدولة وقادت إلي النصر علي عدو شرس


كانت هذه المرحلة هي نقطة تحول فارقة في تاريخ مصر ، حيث إنتقلت مصر من العصر 

الأيوبي إلي عصر المماليك و الذي سوف يستمر لمدة تقارب الأربع قرون من الزمان 


و للحديث بقية ...

No comments:

Post a Comment