Monday, December 19, 2022

الشدة المستنصرية

 الشدة المستنصرية

كانت الدولة الفاطمية من إحدي فترات التاريخ المصري في العصر الإسلامي . و قد نشأت هذهالدولة علي أساس شيعي في اليمن و الذي كان وجودا غير مرحب به جنوب الجزيرة العربية و عليمقربة من قلب العالم الإسلامي السني في منطقة الحجازو قد فكر مؤسسوها في الإنتقال بها إليمنطقة أخري بعيدة و قد وقع إختيارهم علي منطقة المغرب العربي في أقصي الغرب من الشمالالأفريقي لكي تكون بعيدة تماماً عن التأثير السني.

و الجدير بالذكر أن تسمية الدولة بالفاطمية كان نسبة للسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله عليهأفضل صلاة وسلام.

أنتقل الفاطميون بحذر شديد من اليمن عبورا للبحر الأحمر وصولاً إلي أفريقيا حتي وصلوا إليمصر و التي كانت جزءاً من الخلافة العباسية في ذلك الوقتكان عدد الفاطميين قليل و كانوامعرضين للخطر و من ثم فقد إلتزموا الحرص في أثناء تنقلهم إلي هدفهم النهائي و هو المغربالعربي حتي يتمكنوا من إقامة دولتهم هناك.

و من الملحوظ عند عبورهم مصر أنهم قد لاحظوا موقع مصر الجغرافي الهام و الذي سوف يساعدهمفي المستقبل القريب علي تحقيق أحلامهم بإقامة دولة شيعية في شمال أفريقيا.

وصل الفاطميون إلي بلاد المغرب العربي و بدأوا في تأسيس دولتهم علي أساس شيعي بعيداً عنسيطرة الخلافة العباسية السنية و التي قد أصابها الوهن بعد سنوات طويلة.

بعد أن إستقر لهم الأمر في بلاد المغرب و قويت شوكتهم ، شرع الفاطميون في البدء في تكوين دولةمترامية الأطراف و كانت عينهم علي مصرمن أجل ذلك قاموا بتجهيز جيش جرار تحت قيادة المعزلدين الله الفاطمي للسيطرة علي كل الشمال الأفريقي وصولاً إلي مصر.

إستولي الفاطميون علي مصر بمنتهي السهولة ، حيث كانت جزأ من الخلافة العباسية المنهكة ...

أسس المعز لدين الله الفاطمي دولته و قد إختار أن تكون عاصمتها علي أرض مصر . قبل وصولالفاطميون إلي مصر كان العرب المسلمون قط قاموا بإنشاء عدة عواصم منذ وصول عمرو بن العاصإلي مصر ..

كانت أول عاصمة إسلامية هي الفسطاط ( مصر القديمة حالياثم العسكر ثم القطائع .. و لكن أيمنهم لم تكن عاصمة ضخمة كما كانت علي الإسكندرية قبل الفتح الإسلامي أو كما كانت بغداد ومن قبلها دمشق عاصمتي الخلافة الأسلامية

و قد أراد المعز لدين الله الفاطمي أن يشيد عاصمة تكون أجمل و أعظم من بغداد عاصمة الخلافة ،لأنه كان يريد أن تصبح هذه العاصمة في يوم من الأيام عاصمة الخلافة بدلاً من بغداد .

من أجل ذلك قرر المعز أن يبدأ في إنشاء أضخم و أجمل مدينة في العالم الإسلامي في ذلك الوقت وإختار لها موقعاً متميزاً إلي الشمال من العواصم القديمة و علي الجانب الشرقي لنهر النيل و إنكانت كمثلها من العواصم الإسلامية الأخري لا تطل عليه بل تتوغل في أعماق الصحراء الشرقية .

و قد إختار لهاإسماً يحمل أكثر من معني و هوالقاهرةفهي قاهرة الغزاة و كذلك توافق مع بدءالعمل فيها مع ظهور النجم القاهر في السماء ..

دخل المعز مصر و إتبع إسلوباً جديداً و هو : " ذهب المعز و سيفهأو إنه يخير المصريين بين أنيتمتعوا بذهبه إذا ما إتبعوه أو سيفه إذا ما عارضوه ...

و يمكن لنا تخيل ما حدث ؛ فإن معظم أو كل المصريون قد قبلوا بالمعز لدين الله الفاطمي و بايعوهخليفة للمسلمين إما طوعاً أو كرهاً .. و قامت الدولة الفاطمية في عاصمتها الجديدة " قاهرة المعز" .

منذ قديم الأزل كانت مصر دولة تعتمد علي مياة النيل و كان للنيل دورة تحدث كل حوالي خمسونعاماً ، حيث يفيض النهر لمدة سبع سنوات يتبعهم سبع سنوات جفاف . و تلك كانت أحدي المشكلاتالرهيبة التي تواجهه المصريين علي مر العصور.

و لكن و في نهاية عصر الدولة الفاطمية و في عهد الخليفة المستنصر بالله ، تعرضت مصر لموجةرهيبة من الجفاف مما أدي إلي موت الزرع و الحيوانات 


No comments:

Post a Comment